نيويورك تايمز: السودان المتضرر الأكبر من الصراع في دولة جنوب السودان

نيويورك تايمز: السودان المتضرر الأكبر من الصراع في دولة الجنوب
  

 واشنطن و لندن – قنا :

اهتمت الصحافة العالمية بتغطية تطورات الأزمة الراهنة في جنوب السودان، بالتزامن مع بدء المفاوضات المباشرة بين حكومة جوبا والمتمردين في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، لإنهاء الصراع الدامي المستمر منذ ثلاثة أسابيع في أحدث دولة بالعالم.

فمن جانبها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم، انه بالرغم من جذب الصراع الدائر في جنوب السودان لأنظار واهتمام قادة الدول من جميع انحاء العالم ، الا ان الاكثر متابعة واهتماما حاليا بالأزمة هم قادة دولة السودان، الغريم الأبرز لعقود طويلة لقادة الجنوب.

وأوضحت الصحيفة أنه قبل تصويت جنوب السودان على الانفصال عن الشمال وإعلان دولتها المستقلة في عام 2011 ، انزلق البلدان، اللذان كانا بلدا واحدا قبل ثلاث سنوات فقط، في عقود من الحرب الاهلية راح ضحيتها ما يزيد على مليوني شخص ، غير ان هذا الانقسام لم يؤد الى قطع كافة العلاقات بين البلدين ، فالنفط الذي يعول عليه كلا الجانبين استمر في التدفق من الحقول الموجودة في الجنوب الى مصافي التكرير في الشمال ، مشكلا رابطا اقتصاديا حيويا وقويا بين الخصمين اللدودين.

وقد ادت اعمال العنف والاقتتال الداخلي الاخيرة في جنوب السودان الى تعطيل انتاج النفط ، وتسببت في رحيل العمال الاجانب عن ولايتي الوحدة و اعالي النيل المنتجتين للنفط خوفا من الاشتباكات العنيفة الدامية ، ما ادى الى اغلاق منشآت الانتاج.

واشارت الصحيفة الأمريكية إلى انه لا يمكن لأي من البلدين تحمل خسارة عائدات النفط التي تعتمدان عليها بشدة، وهو الامر الذي يفسر سبب انخراط الجانبين في محادثات حول عمل دوريات مشتركة تتعاون فيها قوات سودانية واخرى من جنوب السودان في الولايات الجنوبية المنتجة للنفط، في حين كان يبدو من غير الوارد أو المعقول ان ينخرط الجانبان في محادثات بهذا الشأن قبل بضع سنوات في ظل الخصومة طويلة الأمد التي كانت تجمع بينهما.

ونقلت الصحيفة تصريحات لوزير الخارجية السوداني علي أحمد كارتي، يوم امس، في الخرطوم ، قال فيها “ان السودان وجنوب السودان يجريان مشاورات حول نشر عدد من القوات المختلطة لحماية حقول النفط في الجنوب”.

وأضاف كارتي، بحسب الصحيفة، أنه سيتم أيضا إرسال 900 فني سوداني إلى المناطق الغنية بالنفط في جنوب السودان، بالإضافة الى القوات العسكرية المشتركة المحتملة لحماية المناطق النفطية ، بناء على طلب الجنوب.

ولفتت نيويورك تايمز الى ان تصريحات وزير الخارجية السوداني جاءت عقب الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير يوم امس الاثنين الى عاصمة جوبا، لمناقشة الأزمة الراهنة التي تشرذم فتات البلد الاحدث نشأة في العالم.

ورافق الرئيس السوداني في رحلته هذه وفد رفيع المستوى تضمن وزراء الدفاع والخارجية والنفط السودانيين، بالإضافة إلى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.

وخلال مؤتمر صحفي عقد في جوبا، قال البشير “لقد وافقنا على تقسيم السودان إلى بلدين من أجل إرساء السلام” ، مشددا على رفضه وإدانته لاي انشطة مسلحة، لأنها “لا تساهم في حل المشاكل”.

وأكد البشير قبيل مغادرته جوبا حرصه على استقرار دولة جنوب السودان، مبينا ان زيارته لها تأتي في إطار حراك دول الجوار لتدارك واحتواء الوضع الأمني في المنطقة والمحافظة على استقرار الأوضاع في الجنوب.. مشددا على أهمية وقف العنف والقتال والاستفادة القصوى من التجارب السابقة وعدم تكرار سيناريو الحرب الأهلية التي استمرت لفترة طويلة.

وبينت صحيفة  نيويورك تايمز  عددا من المخاطر التي تهدد السودان في حال استمرت أعمال القتال في دولة الجنوب ، موضحة ان السودان تكبد بالفعل خسائر تقدر بمليارات الدولارات من فقدانه عائدات النفط بعد استقلال الجنوب، وهو ليس في وضع يسمح له بخسارة المزيد جراء تعطل إنتاج النفط بسبب ازمة الجنوب الراهنة.

ورأت الصحيفة أن زيارة البشير لجوبا عكست ايضا اهتماما إقليميا واسع النطاق في رؤية الاستقرار يعود مرة أخرى الى جنوب السودان ، منوهة بأن الرئيس الكيني اوهورو كينياتا ورئيس الوزراء الاثيوبي هيليماريام ديسالين اجريا زيارة ايضا لجوبا في اواخر ديسمبر الماضي من أجل الدفع تجاه السلام ، كما فعل الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني في زيارة منفصلة.

ومن جانبها، سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على بدء محادثات السلام اليوم الثلاثاء بين الحكومة والمتمردين في جنوب السودان ، في محاولة لإنهاء الاقتتال العرقي التي وضعت احدث دولة في العالم على حافة حرب أهلية.

وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، ان المحادثات التي تعقد في اثيوبيا ستركز على وساطة لوقف إطلاق النار، لإنهاء اعمال العنف الدامية التي أودت بحياة اكثر من الف شخص وشردت أكثر من 200 ألف آخرين على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية.

وأشارت إلى المحادثات تأجلت لعدة ايام بين رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار بسبب المساومة على مصير أحد عشر معتقلا من قبل الحكومة في جوبا ، حيث أصر المتمردون على عدم بدء اية مفاوضات قبل تأمين اطلاق سراح المعتقلين.

وقال دبلوماسي اثيوبي للصحيفة البريطانية ان الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) التي توسطت في المحادثات، وهي مجموعة اقليمية لدول شرق أفريقيا، أرسلت مبعوثين الى جوبا للضغط على رئيس جنوب السودان للافراج عن المحتجزين.

وأضاف الدبلوماسي الاثيوبي الذي وصفته الصحيفة بأنه قريب من المحادثات ان المبعوثين سيسافرون اليوم للاجتماع بسلفاكير، وسيضغطون من اجل الافراج عن المحتجزين.. مشيرا الى أن الوفد يضم ثلاثة اعضاء ويرأسه سيوم مسفين وهو وزير خارجية اثيوبي سابق.

 

المصدر: الراية القطرية

Leave a comment