الحل في انفصال جمهورية الموز “جنوب السودان” إلى دولتين أو أكثر

جمهورية الموز تمر بمنعطف تاريخي خطير وصراع قبلي سيكون الأكثر دموية في القارّة الإفريقية يؤججه ويوقد جذوته “الزيت الأسود” البترول

إصرار كل طرف على موقفه واستئساده بقبيلة ستكون له تداعات خطيرة على الواقع الجنوبسوداني بل ويتعداه لدول الجوار الإفريقي خاصة إذا نظرنا للحالة المتأزمة في شماال يوغدا وغرب كينيا بالإضافة لإفريقيا الوسطى سنعي حجم الكارثة التي توشك أن تنفجر بركاناً يغلي تصل حممه وشظاياها ورماده إلى ما أكبر وابعد من حدود دولة جمهورية الموز جنوبسودان. Banana Republic Of South Sudan

عليه إذا لم يرتضي أطراف النزاع الجلوس تحت قبة وسيادة دولة واحدة فليناقشوا فكرة تقرير المصير على أساس عرقي تقلل من الإحتكاكات العرقية وتخمد نار الحرب وتجفف منابعها
أن يعيش شعوب جمهورية الموز أمنين مستقرين في دولتين أو أكثر خير من أن تتقاذفهم أمواج الدم من طرف لأخر

مملكة للنوير ومملكة للشلك ومملكة للدينكا ومملكة للقبائل الإستوائية

فكما جاء بالجارديان 

الجارديان: جنوب السودان لا يستحق صفة دولة بعد

فإمّا توزع جمهورية الموز جنوب السودان إلى ممالك عرقية كل في جهة لا يلتقون أو وضع جمهورية الموز جنوب السودان تحت الوصاية السودانية إلى فترة تمتد لعشر سنوات ينظر ويفاد بعدها بتجديد الفترة لأخرى مماثلة أو تسليم الجكم لتكنوقراط جنوبسودانيين يحكموا لمدة سنتين ثم تقام انتخابات حرّة ونزيهة على أساس المواطنة 

الإشكال في جمهورية الموز جنوبسودان عوييييييييييييص وعويص جداً

*** الخلاف والصراع والحرب في جنوبسودان جمهورية الموز هي في الحزب الحاكم وعلى أساس عرقي بحت

*** الخلاف والحرب والقتل وسفك الدماء هو في المنتمين للقبيلتين المتناحرتين داخل جيش جمهورية الموز جنوبسودان (الرسمي) 

*** خروج رئيس هيئة الأركان واصطفاف بيتر قديت النويريين يؤطر لهذا الصراع القبلي

*** القتل الذي حدث في جوبا هو من قوات الجيش النظامي إذا جاز هذا التعبير ضد أفراد قبيلة النوير 

*** القتل الذي حدث في بور هو من قوات الجيش النظامي إذا جاز هذا التعبير ضد أفراد قبيلة الدينكا ولم يحميهم حتى لجوئهم لقاعدة اللأمم المتحدة

*** هذا ليس الصراع القبلي الأول ولن يكون الأخير في مجتمع تقليدي جاهل وفقير وأمي يعيش وذلك بسبب الفساد الذي ترتديه الحركة الشعبية رداً لمدة 8 سنوات من حكم الجنوبسودان

بينما مشكلة السودان الداخلية لم تصل لهذا التصعيد ولن تصل بإذن الله بفضل الله ثمّ بفضل وعي الشعب السوداني العظيم

ويمثّل الطاقم الحكومي على مستوى الوزارات أو المؤسسات التنوع الفريد للشعب السوداني بدون الحاجة لضرب مثال

واليوم يحكم دارفور أبناؤها والشرق أبناؤه والجنوب الشرقي ابناؤه وكردفان أبناؤه ليس على مستوى القبيلة ولكن على مستوى مكان الميلاد

ويشهد السودان زحاماً لوفود المستثمرين الأجانب عرباً وافارقة وأوروبيين بل وأمركيين شماليين وجنوبيين وأسيويين طبعاً

الحزب الحاكم مع اختلافنا معه يتنازل أغلب من في الكراسي لغيرهم راضين مقتنعين بحلم وحكمة قلّ أن تجد مثلها في الغرب الأوروبي أو الأمريكي

وقطار السلام يصل نيالاً

نحن في نعمة كبيرة يجب أن نشكر الله عليها

محاولة مقارنة الأوضاع في جمهورية السودان العظيمة بما يحدث في جمهورية الموز جنوبسودان الفاشلة مثل محاولة من يساوي لحم الفطيس بلحم الغزال للمشترين

والمشترى أعقل من هذا الهراء وأذكى وأزكي

وكذلك القارئ

 

الشواهد تدلل على أنّ ما يحدث في جمهورية الموز الفاشلة هو تصعيد للصراع العرقي القبلي المتخلّف يقوده زعامات الحزب الحاكم الحركة الشعبية من قبيلتي النوير والدينكا

فهو ليس صراع بين معارضة وحكومة بل حكومة وحكومة دينكا ونوير من داخل الحزب الحاكم نفسه ومن داخل جيش جمهورية الموز نفسها

لم يفلح للنويري مشار تعيلمه في اعتماده على القبلية من أجل المكاسب السياسية 

ولم يفلح للعسكري غير المثقف سلفاكيير وجوده في قمة هرم المسؤولية من مراعاة المسؤولية لكل الشعب فقتل أفراد جيشه من قبيلة الدينكا النويريين تأصيلاً للقبلية والعنصرية

الآن ما هو المخرج لدولة هؤلاء هم قادتها وشعب أكثر من ثلثيه أمي لا يعرف القراءة والكتابة ويعيش حياة الغاب بفضل سياسات الإفساد التي تمارسها الحركة الشعبية الفاشلة طيلة ثمان سنوات من جني أموال البترول؟؟؟؟

أفضل الأحوال في حال انفصلت جمهورية الموز لأكثر من دولة أن تكون كل آبار البترول تحت سيادة دولة واحدة وليس موزعة بين أكثر من دولة

فهذا يضمن مصالحنا ومصالح الدول العاملة في النفط بجمهورية الموز

تقسيم جمهورية جنوبسودان إلى دويلات قد يكون مفيداً لمصالح السودان من جهة انتقال المشاكل الحدودية جنوباً والقتال والحروب جنوباً ووجود البترول تحت سيادة دولة واحدة (والتي بالتأكيد ستكون حليفتنا وحامي مصالحنا) يضمن تدفق النفط شمالاً حتى لو كانت هناك حروب وقتال بين الدويلات الجنوبسودانية والقبائل المتناحرة في هذا الجزء من القارة الإفريقية

وسيكون من مصلحة الدويلة اللصيقة بالسودان وتستحوذ على آبار النفط أن تصدر بتورلها شمالاً عبر دولة واحدة بدلاً عن دول تشكل بؤر للقتال والتناحر التاريخي يؤججه الجهل الذي يسود هذه المجتمعات

بالطبع سيلعب السودان دوراً حاسماً في تهدئة الأمور ما يخدم مصالحنا في التجارة البينية ومساهمة الشركات الوطنية في بناء البنية التحتية والمؤسسات والدور الحكومية في هذه الدويلات ما يعني للسودان تمركزاً قوياً في تلك الدويلات وبالتالي محوراً رئيسيا وحجر زاوية في تشكيل السياسات والتوجيهات. 

والسودان أولاً

 

يبدو واضحاً أنّ أمريكا تضع كل رهانها على غلبة مجموعة رياك مشار ضد سلفاكيير

وأنّ أمريكا تعي أنّ من أسباب فوز من ترهن عليه هو المزيد من العنف القبلي لذلك اجلت كل طاقمها الدبوماسي والمواطنين الأمريكيين من ججمهورية الموز 
وفي نفس الوقت تواصل الضغط على الحكومة المركزية وتهدد بقطع المعونات الأمريكية إذا استمر العنف في البلاد وهو تصريح لا يفرّق بين الحكومة الشرعية المنتخبة وبين الفصيل المتمرّد من داخلها

وكما قال الدتكتاتور سلفا كيير تساوي بين المجرم والضحية

أو المجرم والبوليس

موقف أمريكا في تأزيم الأزمة وتفاقمها لخلق “فوضى خلاقة” يظهر في دعمها للتوجة اليوغندي الذي يحالف سلفاكيير رسمياً وعلنياً ويقف ضد رياك مشار 

وفي نفس الوقت الصغط المباشر على حكومة سلفاكيير و تساويه بموقف رياك مشار ما قد يقود في نهاية الطريق لتراضٍ على أساس 

تقاسم السلطة والثروة فيكون للدينكا المناطق الجنوبية ويكون للنوير المناطق الشمالية وما بها من بترول ما يمهد لاحقاً لانفصال على وتيرة نيفاشا

One thought on “الحل في انفصال جمهورية الموز “جنوب السودان” إلى دولتين أو أكثر

  1. انقسام المقسّم بات وشيكاً ويطبخ على نار هادئة على طاولة المفاوضات وقودها وحطب نارها أشلاء المدنيين من الطرفين

    القتل العرقي فظيع وتزداد وتيرته يوماً بعد يوم رغم محاولة كل من رياك وكير الابتعاد عن تأليب القبيلة إلا أنها حاضرة وبقوة ويستفيد كل من الطرفين بما تحدثه على الأرض من قتل وسحل وإراقة دماء وجرائم إنسانية خطيرة

    هذه شعب لم يعد ينشد الوحدة تحت دولة واحدة بل ينادي بالثار والمزيد من القتل والدمار

    وما يعزز هذه الصورة هو الإنفلات العسكري الكبير الذي تشهده جمهورية الموز جنوب السودان بانسلاخ القادة العسكريين على أساس الهوية العرقية والقبلية

    سيكون من الأفضل لقادة هذا البلد القبول بقسمة الثروة والسلطة لمرحلة انتقالية لمدة خمس سنوات يكون للنوير الشمال حتى بور إلى الحدود مع إثيوبيا وغرباً إلى جنوب منطقة أبيي

    ويكون اللدينكا الغرب حتى إفريقيا الوسطى وجنوباً إلى الخط الذي يوازي مدينة بور

    ويكون للإستوائيين الجنوب من بور حنى الحدود مع كينيا وأوغندا وإفريقيا الوسطى

    وبذلك يكون بترول جمهورية الموز جنوبسودان تحت سيطرة النوير الكاملة ما يعني محادثات جديدة بشأن أسعار تمرير البترول وبالطبع لن يرضوا بتمريره عبر جمهورية الإستوائيين وسيدفعوا للسودان أي رقم يطرح مقابل تمرير النفط

    يمكن أن تكون هناك معاهدة بإعطاء الدينكا 10% من عائد النفط على أن تنفق فقط في الزراعة والرعي والبنية التحتية وليس في التسليح

    والسودان أولاً

Leave a comment